SOSO-1 عضـو أكشـن
الجنس : عدد المساهمات : 405
نقاط : 5946
تاريخ التسجيل : 14/10/2009 علم بلــدك : المهنة : مزاجي :
| موضوع: الصوره تقتل احيانا الإثنين نوفمبر 23, 2009 7:42 pm | |
| | |
|
|
|
|
الصورة تقتل أحياناً
خرج أيوب من غرفة التصوير يحمل في يديه كامرته الحديثة المعلقة بشريط حول عنقه يتبعه زبونه المقرف الذي عاد اليه اربع مرات يعيد التصويرلاعتراضه على الصور و بدأ نفس الحديث الذي يضغط على أعصاب اشهر مصور في العاصمة قائلاً :
- أريد صوراً جميلة هذه المرة .
جلس أيوب خلف مكتبه و زم شفتيه بقوة كي لا تنطلق اللعنات على ذلك الزبون المستفز فقال و هو يقص جوانب صور شخصية جاهزة للتسليم فينزل السكين بقوة و كأنه يريد أن يقص لسان هذا الرجل :
- هذه المره اذا لم تعجبك الصور فسأعيد لك ما دفعت مع عشرين عنوان لمصورين أخريين.
فأطلق الزبون صافرة من فمه و بلهجة متهكمة و بصوت عالي قال :
- ما هذا ؟ لقد قالوا أنك أحسن مصور ... و لم أعلم أن ترتيبك الواحد و العشرين .
مرر أيوب يديه على شعره الاشيب حتى رقبته و أسند ظهره على كرسيه الفخم و قال و كأنه يطرد زبونه :
- غداً موعد استلام صورك الساعة الرابعة عصراً ... لا قبلها و لا بعدها ... مفهوم .
و قبل أن يرد الرجل دخلت على الاستوديو فتاة في العشرين من عمرها رائعة الجمال تصحب معها امرأة يبدو انها والدتها و قالت بحياء :
- عفواً أريد صورة شخصية ملونة للمعاملات .
انفرجت اسارير أيوب و نهض من كرسيه متجها الى حيث باب غرفة التصوير ماداً يده بأشارة منه على الترحيب قائلاً :
- تفضلوا الى هنا و سأعود بعد لحظة .
لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من النظر اليها حتى اختفائها و والدتها داخل الغرفة فالتفت الى حيث الزبون فلم يجده يبدو أنه غادر بدون أن يشعر أيوب ألتقط أنفاسه المتسارعة و دخل الى الغرفة فشاهدها تجلس على الكرسي المخصص للتصوير فتوجه اليها قائلاً :
- أرجو منكِ أن ترفعي وجهك قليلاً .
فأطاعت بحياء كل طلباته و مررت بييها حول وجهها للتأكد من ضبط حجابها و عاد أيوب حيث الاضاءة و أنار ما يلزم و رفع كامرته بسرعة و التقط صورة ... سأل و كأنه متفاجئ :
- هل تريدون الخلفية بيضاء ؟
فقالت الام من خلفه :
- نعم ... الصورة لجواز السفر .
و لم يلتفت نحو الصوت بل استمر بنظرات المصور المحترف يحفظ بعينيه كل تفاصيل هذا الوجه الرائع فقال بصوت حاول ان يكون طبيعياً :
- الصورة لا تنفعكم ... لان حجابكِ لونه أبيض و يجب تغييره بأي لون غامق لكي يتميز الوجه عن الخلفية فيكون أكثر وضوحاً .
انحنت مها يميناً لكي ترى أمها التي حجبها المصور و عمود الانارة و قالت بحيرة :
- هل ينفع حجاب أمي ؟
فأضطر أيوب لتغير وجهة نظراته نحو امها فقال وهو يرفع حاجبيه و يهز رأسه بالنفي :
- لا ينفع ... انه فاتح أيضاً .
فقامت مها من مكانها متجهة نحو امها قائله :
- حسناً ... سنعود غداً
خرجت و أخذت معها قلب أيوب و روحه فأسرع نحو الباب و أغلقه من الداخل و قلب لوحة ورقية انيقة معلقة على بابه الزجاجي و كتب عليها مفتوح و بالجانب الاخر سنعود بعد قليل و صعد الى مختبره عن طريق سلم دائري و انهمك بتحميض صورتها و بعد مدة ... جلس على كرسيه ينظر الى وجهها الجميل و يتلمس بأطراف أصابعه هذه القسمات الرائعة و يردد سبحان الخالق ... أخذ الصورة معه الى بيته القريب من محله و قرر و هو يمشي برويه أنه سيكبر هذه الصورة ... و لما لا قد تكون هذه زوجته في يوم من الايام ... دخل غرفته بعد أن تناول العشاء مع أخيه و زوجته و أولادهما و أستلقى على فراشه و الصورة لا تفارق يده ... و تسائل عن اسمها ... و قفزت هواجس عكرت صفوه هل يمكن أن تكون مرتبطة ؟ ... كلا ... كلا ... نفض هذه الافكار بأصرار و نام على موعد سيعرف فيه كل ما يريد .
وفي ايوم التالي غادر بيته في موعده المحدد و وصل الى المحل فوجد مها و امها عند الباب فتمتم بعبارات الاسف رغم أنه لم يتأخر و فتح الباب و دعاهما للدخول ... و بعد أن صورها خرج الى مكتبه بصحبتهما و جلس يسجل البيانات ... فجلست الام على أحد الكرسيين المواجهين للمكتب و بقيت مها واقفة أمامه رغم دعوته لها بالجلوس فقال :
- الاسم لو سمحتي .
فقالت بصوتها الرقيق
- مها عبد الحميد
فتردد هذا الاسم برأسه يمتعه أكثر من اروع قطعة موسيقى فسأل و هو يبحث بيديها عن خاتم خطوبة :
- كم صورة تطلبين ؟
فنظرت مها الى والدتها بتساؤل ... فردت الام :
- ست صور .
و كأن المرأة لم تكن موجودة مع استمراره بالنظر نحو مها قال :
- عفواً ... هذا النوع من الصور يجب أن يكون أربعة أو مضاعفاتها ...
و بعد أن اطمئن من عدم وجود ما يدل على خطوبتها اتبع قائلاً :
- أقترح أن تكون ثمانية صور و أذا اردت المزيد يمكن أن نسحب عليها .
صمت للحظات كأنه ينتظر قرارهما و قال و أبتسامة ترتسم على وجهه :
- أو ربما تريدون أن تستعينوا بمصور آخر .
فأبتسمت مها بحياء و هي تنظر الى أمها قائلة :
- كلا ... أنت مصورنا المفضل ... كل عائلتنا تأخذ صورها هنا
ارتسمت على وجهه علامات التعجب و سألها :
- عائلتكم ؟ ... أرجو أن تذكريني يا مها حتى نعمل خصم مناسب
فنهضت الام من مكانها قائلة :
- شكرا ... هل نسيتنا يا أستاذ أيوب معقول أنت صورت كل صور العائلة بكل مناسباتها نحن بيت عبد الحميد المدرس .
ترك أيوب القلم من يده و نظر الى الام وبنتها بتردد و قال :
- عذراً سيدتي ... فذاكرتي سيئة جداً .
فأنطلقت مها بصوت ضاحك كأنه الرصاص الذي يحرق اذنيه و يقتل قلبه :
- أنا مها ... عندما جئت تصور عيد ميلادي الخامس فسقطت من على الكرسي و كسرت يدي و أنت يا عمي أيوب أخذتني بيديك الى المستشفى .
طأطأ رأسه و كأن اليأس أطبق بثقله على كتفيه و تذكر أنه قد تجاوز الخمسين من عمره بسبع سنوات .
|
|
| |
|
*عاشقة فلسطين* عضـو فضـي
الجنس : عدد المساهمات : 2133
نقاط : 10075
تاريخ التسجيل : 01/07/2009 علم بلــدك : المهنة : مزاجي :
| |
SOSO-1 عضـو أكشـن
الجنس : عدد المساهمات : 405
نقاط : 5946
تاريخ التسجيل : 14/10/2009 علم بلــدك : المهنة : مزاجي :
| موضوع: رد: الصوره تقتل احيانا الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 6:04 pm | |
| الله يعافيكي يا عثثثثثثوووووله | |
|