أمراض القولون والمستقيم والحاجة إلى المفاغرة المعوية
كاتب الموضوع
رسالة
m.mofeda المـديـر العـــام
الجنس : عدد المساهمات : 710
نقاط : 13847
تاريخ التسجيل : 01/07/2009علم بلــدك : المهنة : مزاجي :
موضوع: أمراض القولون والمستقيم والحاجة إلى المفاغرة المعوية الأحد نوفمبر 08, 2009 9:12 pm
أمراض القولون والمستقيم والحاجة إلى المفاغرة المعوية
دينيس هيبرت
إن الأشخاص المصابين بأحد أمراض القولون والمستقيم مثل سرطان القولون أو المستقيم أو التهاب الأمعاء المزمن قد يحتاجون في مرحلة من مراحل العلاج إلى عمل المفاغرة المعوية. والمفاغرة هي عبارة عن فتحة في القولون أو الأمعاء الدقيقة يقوم الطبيب الجراح بعملها ومن ثم يتم توصيلها بفتحة في جدار البطن لخروج فضلات الجسم، وبعد العملية يتوجب على الشخص وضع كيس خارجي فوق هذه الفتحة لكي يتم تجميع الفضلات (البراز) داخله. في بعض الحالات تكون المفاغرة مؤقتة؛ إذ يتم عملها لتحويل مجرى البراز عن مكان التوصيلة ليساعدها على الالتئام بشكل أفضل دون حدوث أية مضاعفات، وقد تكون دائمة في حالات أخرى مثل وجود ورم في المستقيم قريب من فتحة الشرج إذ يتم استئصال المستقيم مع فتحة الشرج ويحتاج الشخص لوجود مفاغرة دائمة لإزالة فضلات الجسم. عندما يتم تبليغ الأشخاص بحاجتهم لعمل المفاغرة كجزء من العلاج فان المشاعر الغالبة عليهم هي الغضب والإنكار، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض السرطان.
فمن الصعب عليهم في هذه المرحلة تخيل أنفسهم بوجود كيس في البطن لإخراج الفضلات، كما أن فقدانهم لوظيفة أساسية موجودة معهم منذ الصغر صعب جدا؛ وهذه المشاعر هي ردة فعل طبيعية علينا جميعا أن نتفهمها وأن نشعر معهم.
عملية المفاغرة المعوية قد تنقذ حياة بعض الأشخاص وقد تحسن من نوعية حياة أشخاص آخرين، كالذين يعانون من مشاكل أخرى مثل عدم التحكم بالبراز أو مرضى الكرونز الذين لديهم ناسور أو خراج متكرر حول فتحة الشرج. إلا أن اتخاذ القرار لإجراء العملية الجراحية صعب، لكننا نأمل بأنه مع وجود الدعم لهؤلاء الأشخاص من قبل عائلتهم واستشاري جراحة القولون والمستقيم وأخصائية العناية بالمفاغرة، قد يدركوا حاجتهم لعمل المفاغرة والفائدة من العملية الجراحية. من الممكن العيش حياة جيدة وصحية مع وجود المفاغرة، إلا أن الوصول لهذه المرحلة يتطلب بعض الوقت، فعندما يتعلم الشخص الطريقة الصحيحة للاعتناء بنفسه مع وجود الدعم العائلي ودعم الأصدقاء فان العديد من المخاوف التي كان يشعر بها في البداية تتبدد وتتحسن نوعية حياته بإذن الله. بعد عدة أسابيع من العملية يستطيع الشخص ممارسة حياته بشكل طبيعي، إذ ننصحه بممارسة بعض الأنشطة الرياضية والعودة إلى المدرسة أو العمل، كما أنه يستطيع ممارسة العلاقة الزوجية بدون خوف من وجود المفاغرة. في أغلب الحالات يستطيع الشخص تناول الطعام بدون أية تحفظات، ولكن الأشخاص الذين لديهم مفاغرة من الأمعاء الدقيقة عليهم الحرص على تجنب الأغذية التي تسبب إسهال والأشخاص الذين لديهم مفاغرة من القولون التقليل من الأغذية التي تسبب غازات. خلال مرحلة التكيف مع الوضع الصحي الجديد قد يشعر ذوو المفاغرة بالعزلة والحزن وفقدان الأمل، وهذه مشاعر طبيعية تعكس شعورهم بالتغيير المفاجىء الذي حدث لحياتهم بشكل عام ولأجسامهم بشكل خاص؛ فمن المهم جدا لأفراد العائلة والأشخاص المقربين تقديم الدعم والمساندة التي يحتاجها ذوي المفاغرة في هذه المرحلة مع تشجيعهم على ممارسة نشاطاتهم الاجتماعية التي اعتادوا عليهافي السابق.
أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن ذوي المفاغرة الذين يعتنون بأنفسهم من البداية ولديهم دعم أسري قوي وعلاقتهم جيدة مع ممرضة العناية بالمفاغرة، لديهم القدرة على التكيف بشكل أفضل من غيرهم. إن ممرضة العناية بالمفاغرة تقدم الدعم والمعلومات اللازمة للمريض قبل وبعد العملية الجراحية. كما أنها تتأكد من اختيار المكان المناسب لعمل المفاغرة في جدار البطن للحد من المضاعفات التي قد تحدث، وإرشاد المريض إلى طرق العناية بنفسه، وتعليمه بعض المهارات التي تساعده على التعامل بشكل إيجابي مع الخوف والقلق والتكيف مع الحياة خارج المستشفى. كما أنها تتابع المريض بعد خروجه من المستشفى في العيادات الخارجية للإجابة على أية إستفسارات لديه أو معالجة أية مشكلة تخص المفاغرة.
أمراض القولون والمستقيم والحاجة إلى المفاغرة المعوية